في عالم السياسة حيث تُخلط الأوراق وتتشابك المصالح، يُثار سؤال محوري: هل يمكن أن يكون المجلس الانتقالي الجنوبي، بحكم شراكته الحالية، جزءًا من المشكلة؟ الإجابة قد تبدو بسيطة: "نعم، هو جزء منها." ولكن، هذه الإجابة تُفتح الباب لنقاش أعمق.
الشراكة السياسية ليست بمعزل عن التحديات. فالمجلس الانتقالي يجد نفسه اليوم في موقع معقد، حيث يتطلب منه الحفاظ على رؤيته ومصالح الجنوب من جهة، ومواجهة ضغوط الشراكة من جهة أخرى. هذا الوضع جعل منه هدفًا دائمًا للهجوم، ليس لأنه فاشل – فالفاشل لا يُخشى منه – بل لأنه يحمل مشروعًا يمثل تهديدًا لخصومه.
لماذا يُهاجم المجلس الانتقالي بشراسة؟
منذ تأسيس المجلس الانتقالي الجنوبي، لم تتوقف الحملات الإعلامية والهجمات من الخصوم وناشطيهم. هذا الهجوم المستمر يثير تساؤلًا مهمًا: لماذا كل هذا العداء؟ الإجابة بسيطة، المجلس الانتقالي يحمل هدفًا يسعى لتحقيقه، وهو ما يجعل منه خطرًا على مصالح خصومه. الفاشل لا يُهاجم، بل يُترك ليواجه مصيره دون اهتمام.
ولكن، هناك نقطة جوهرية يجب أن ننتبه إليها. إذا توقف خصوم المجلس الانتقالي عن مهاجمته، فهذا قد يكون مؤشرًا على انحرافه عن تحقيق الهدف الذي ننشده. عندها فقط، سيكون من الضروري إعادة تقييم موقفنا منه وربما البدء في انتقاده.
رسالة إلى الجنوبيين:
قد يقول لك البعض: "لا تطبل للانتقالي"، ولكن الحقيقة أن دعمك لهذا الكيان ليس مجرد تطبيل، بل هو تعبير عن إيمانك بمشروع يحمل طموحات الجنوب. إذا كان هناك من يطالبك بالتطبيل للآخرين، فاسأل نفسك: لماذا يُطلب منك دعم من لا يمثل قضيتك؟ دعمك للمجلس الانتقالي هو دعم لرؤية تسعى لتحقيق مستقبل أفضل للجنوب، بعيدًا عن المصالح الضيقة التي لا تخدم سوى أطراف معينة.
في النهاية...
إن الحكم على أي كيان سياسي لا يكون من خلال الهجوم الذي يتعرض له أو حتى الأخطاء التي قد يقع فيها. بل يكمن في رؤيته، ومدى التزامه بمشروعه، وقدرته على مواجهة التحديات وتحقيق أهدافه. المجلس الانتقالي الجنوبي قد يكون جزءًا من المشكلة، ولكنه أيضًا جزء من الحل لمن يرى المشهد بعين أكثر شمولاً.