في خطوة وُصفت بأنها تحوّل نوعي في مسار القضية الجنوبية على الساحة الدولية، يستعد المجلس الانتقالي الجنوبي، اليوم الجمعة، تدشين بعثته الرسمية في العاصمة الأمريكية واشنطن، لتكون بذلك أول بعثة دبلوماسية رسمية للمجلس على هذا المستوى في الولايات المتحدة.
ويأتي افتتاح البعثة تتويجًا لجهود حثيثة استمرت لأشهر، نجح خلالها المجلس في استيفاء كافة المتطلبات القانونية والإجرائية، والحصول على التراخيص الرسمية من السلطات الأمريكية المختصة، وهو ما يفتح الباب واسعًا أمام مرحلة جديدة من الحضور السياسي والدبلوماسي الجنوبي في واحدة من أهم العواصم المؤثرة في القرار الدولي.
حضور سياسي وأكاديمي رفيع
وسوف يشهد حفل التدشين حضور عدد من القيادات السياسية الجنوبية المقيمة في الولايات المتحدة، إلى جانب ممثلي الجاليات الجنوبية من ولايات عدة، فضلاً عن عدد من الأكاديميين والباحثين المتخصصين في الشأن الجنوبي وقضايا الشرق الأوسط.
وعكس هذا الحدث اهتمامًا متزايدًا من أوساط النخبة الأميركية والمجتمع الأكاديمي بقضية شعب الجنوب وتطوراتها السياسية.
رسائل دبلوماسية واضحة
وتأتي هذه الخطوة في إطار استراتيجية المجلس لتعزيز التواصل مع مراكز صنع القرار الأمريكية، وبناء شراكات مع مؤسسات بحثية ودبلوماسية، بما يسهم في إيصال صوت الجنوبيين والدفاع عن تطلعاتهم في نيل حقهم المشروع في تقرير المصير واستعادة دولتهم.
أهمية استراتيجية للبعثة
ويرى مراقبون أن افتتاح البعثة الرسمية في واشنطن يمنح المجلس الانتقالي أداة دبلوماسية فعالة لتعزيز شرعيته السياسية على الصعيد الخارجي، كما يشكل منصة جديدة لشرح تطورات الأوضاع في الجنوب، وتسليط الضوء على الانتهاكات التي يتعرض لها الشعب الجنوبي، بالإضافة إلى بناء تحالفات داعمة لمسار الاستقلال.
تعزيز العلاقات الدولية للقضية الجنوبية
ويؤكد مسؤولون في المجلس أن الخطوة تمثل امتدادًا لجهود المجلس في الانفتاح الخارجي وتوسيع قنوات الاتصال مع المجتمع الدولي، لا سيما وأن الولايات المتحدة تُعد لاعبًا رئيسيًا في ملفات المنطقة، ومن شأن وجود بعثة جنوبية فيها أن يسهم في إعادة رسم خريطة التفاعل مع القضية الجنوبية على أسس جديدة أكثر وضوحًا ومهنية.
