في هذا اليوم المضيء بالكرامة، والمُفعم بالعزيمة والإصرار، نتوجه بتحية إجلال وإكبار للمرأة الجنوبية الحرة الأبية، تلك التي سطرت اليوم مشهداً ناصعاً من مشاهد النضال السلمي، في وقفتها المشرفة بساحة العروض في العاصمة عدن، مطالبة بأبسط حقوق العيش الكريم.
إننا، وإذ نتابع بإعجاب وفخر هذا الحراك النسوي النبيل، نعبر عن بالغ تقديرنا واحترامنا للمرأة العدنية بشكل خاص، وللمرأة الجنوبية في سائر محافظات الجنوب عامةً، على مواقفهن البطولية وشجاعتهن النادرة في زمن عز فيه الصدح بالحق، وندر فيه التمسك بقيم النضال السلمي.
لقد كانت وقفة المرأة العدنية اليوم صورة ناصعة للإباء والكرامة، حينما وقفت بشموخ الأحرار في وجه الفساد والخذلان، معلنةً رفضها لسياسات الإهمال والتجاهل التي تمارسها حكومة الشرعية وأعضاء المجلس الرئاسي. لقد كانت صرخة المرأة العدنية رسالة مدوية، لا تخطئها الآذان ولا تغفل عنها العيون، صرخة تكشف حجم المعاناة التي ترزح تحتها الأسر في ظل الانهيار الاقتصادي، وتردي الخدمات، وغياب المرتبات لأشهر طويلة.
نُكبر فيكنّ أيتها الحرائر، جرأتكن في مواجهة السلطة الفاسدة بكل عزم وشجاعة، ونرى في وقفتكن نواةً لحراك شعبي سلمي، يسترد الكرامة، ويبعث في أوصال الوطن روح الحياة من جديد.
لقد أثبتن للعالم أجمع أن المرأة الجنوبية ليست فقط صانعة الأمل، بل أيضاً حارسة الحقوق، وحامية الكرامة.
كما نثمن بشدة دعوتكن الشجاعة لكل من التحالف العربي والمنظمات الإنسانية، في الجامعة العربية والأمم المتحدة، لتحمل مسؤولياتهم تجاه ما يعيشه شعبنا من حرمانٍ وقهرٍ وتجويع، في ظل غياب شبه كامل لدور الدولة وأجهزتها الخدمية.
إننا نعاهد المرأة الجنوبية، والعدنية خصوصاً، بأن تضحياتكن وكلماتكن الصادقة ستظل منارةً تضيء لنا الطريق في مسيرة استعادة الحقوق، وإقامة دولة العدل والقانون.
كل التحية والتقدير لكنّ أيتها الماجدات، يا من وقفتن بشموخ أمام الفساد كما تقف الجبال في وجه العواصف.
ستبقين أنتن، صوت الجنوب الحي، وضميره الحي الذي لا يموت.
اللواء الركن أحمد سعيد بن بريك
نائب رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي
محافظ محافظة حضرموت الأسبق
