غالبًا لا يهتم معظمنا بالتغيرات التي تطرأ على لساننا، ولكه هذا خطأ فهو أمر مهم أن نعتنى باللسان وصحته، فهو لا يساعدنا على الكلام والمضغ والتذوق، بل أيضًا لأنه يعكس بصمت ما يحدث في أعماق أجسامنا، ويطلق الخبراء على اللسان اسم "مرآة" الصحة الداخلية، وأحيانًا تُظهر هذه المرآة علامات دقيقة جدًا يصعب ملاحظتها إلا بعد التدقيق، وهو ما يوضحه تقرير موقع "تايمز أوف انديا".

من تغيرات في الملمس إلى اللون أو الطبقة الخارجية، يمكن للسان أن يكشف عن علامات مبكرة لحالات صحية خطيرة، بما في ذلك العدوى ونقص التغذية وحتى السرطان، وإليك بعض التغيرات التي تحدث للسان وتعكس مشكلات صحية.

لسان أسود مشعر

رغم أن سوء نظافة الفم قد تُساهم في ذلك، إلا أن اللسان الأسود المشعر لا يقتصر في الواقع على المظهر الجمالي فحسب، بل يظهر أحيانًا نتيجة ضعف جهاز المناعة، أو الإفراط في استخدام المضادات الحيوية، أو حالات كامنة مثل مرض السكر أو حتى فيروس نقص المناعة البشرية (HIV).

ووفقًا لدراسة، تحدث هذه الحالة عندما تنمو الحليمات الصغيرة على سطح اللسان بشكل مفرط وتحاصر البكتيريا أو الخميرة، وقد تشير هذه الحالة إلى وجود خلل في توازن البكتيريا الطبيعية في الجسم، وقد تتطلب أكثر من مجرد تنظيف الأسنان بالفرشاة لعلاجها.

بقع حمراء مستمرة

ظهور البقع الحمراء على اللسان باستمرار خاصةً الحمراء أو الملساء أو البارزة قليلاً، قد تكون أكثر خطورة مما تبدو عليه، حيث إنها طبيًا تُسمى هذه البقع التلون الأحمر (erythroplakia) وتُعتبر آفات ما قبل السرطان، وقد أشارت الدراسات إلى أن الآفات الحمراء المستمرة في الفم أكثر عرضة للتحول إلى سرطان من الآفات البيضاء، وخاصةً إذا كانت مصحوبة بألم أو تورم، فهي تستدعي فحصًا سريريًا على الفور، فالكشف المبكر قد ينقذ حياتك بمعنى الكلمة.

لسان يبدو أصلع

قد يشير اللسان الأملس واللامع والأصلع مع النتوءات الصغيرة (الحليمات) إلى نقص الحديد أو حمض الفوليك أو فيتامين ب12، وفي بعض الحالات، يُلاحظ أيضًا لدى الأشخاص المصابين بالداء البطني أو متلازمات سوء الامتصاص المعوي، وقد يبدو اللسان محمرًا مصحوبًا بألم، وهذه التغيرات ليست مجرد تغيرات تجميلية، بل تشير إلى أن الجسم لا يمتص العناصر الغذائية الأساسية، مما قد يؤدي إلى التعب أو مشاكل عصبية أو حتى فقر الدم إذا تُرك دون علاج.

شقوق عميقة في اللسان

ظهور بعض التشققات السطحية غير ضارة وشائعة، ولكن عندما تصبح هذه التشققات عميقة ومنتشرة ومؤلمة، فقد تشير إلى حالات مثل متلازمة شوجرن، وهي اضطراب مناعي ذاتي يهاجم فيه الجسم غدده المُنتجة للرطوبة، وفي بعض الحالات، ترتبط التشققات العميقة أيضًا بالعدوى الفطرية المزمنة أو حتى بنقص الفيتامينات، وقد تشعر بعدم الراحة، خاصةً عند تناول الطعام الحار، ويتطلب تشقق اللسان المصحوب بجفاف الفم والعينين عناية طبية، وليس مجرد غسول للفم.

ظهور ما يسمى بـ"الدانتيل الأبيض"

قد تشير هذه العلامات البيضاء الشبيهة بالدانتيل إلى الإصابة بما يسمى بالحزاز المسطح الفموي، وهو مرض مناعي ذاتي يصيب الأغشية المخاطية في الفم، وقد يكون هذا المرض غير مؤلم أحيانًا، وقد يسبب حرقة في بعض الأحيان، ويتطلب متابعة دقيقة من الطبيب