كيف استطاع " بن سلمان " أن يكشف عورة صمت الرئاسي اليمني وحكومته القمة الخليجية الأمريكية؟
على هامش القمة الخليجية الأمريكية التي عقدت الأربعاء الماضي بالرياض بحضور الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ، حضر الملف اليمني في لقطة مثيرة للاهتمام بين ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان وأمير الكويت الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح.
تصحيح أمير الكويت الشيخ مشعل الصباح :
وعقب انتهاء كلمات الحاضرين للقمة، أعاد بن سلمان الكلمة من جديد لأمير الكويت، قائلا بأن "سموه لديه تصحيح بعض العبارات كي لا يساء فهمها"، ليتحدث أمير الكويت ويشير إلى خطابه الذي ألقاه سابقاً وأشار فيه إلى الاتفاق الذي أعلنته عُمان الأسبوع الماضي لوقف الهجمات بين أمريكا وميليشيا الحوثي.
حيث استخدم أمير الكويت في حديثه عن الاتفاق ما ورد في نص بيان الخارجية العُمانية بأن الاتفاق تم بين الولايات المتحدة و"السلطات المعنية في الجمهورية اليمنية" ، ليعود ويصحح الأمر قائلاً :"في كلمتي التي ألقيتها أمامكم أشرت إلى اتفاق وقف إطلاق النار وأقصد بين الولايات المتحدة والسلطة غير الشرعية في اليمن".
حكمة صانع القرار السعودي :
وبعيداً عن الجدل الذي آثاره هذا الموقف خلال الساعات الماضية على مواقع التواصل الاجتماعي ، إلا أنه عكس تنبهاً عالياً لدى صانع القرار السعودي من خطورة الشرعنة السياسية لميليشيا الحوثي من بوابة الاتفاق الذي عملت عليه مسقط وأعلنته الأسبوع الماضي بين الميليشيا الحوثية الإرهابية والولايات المتحدة الأمريكية.
وتجسدت الخطورة في استخدام أغلب بيانات الترحيب بالاتفاق التي صدرت من الدول العربية للتوصيف الذي في نص بيان الخارجية العُمانية بأن الاتفاق تم بين الولايات المتحدة و"السلطات المعنية في الجمهورية اليمنية" ، وهو أمر تنبه له فقط البيانان الصادران عن السعودية والإمارات.
نباهة الأمير محمد بن سلمان :
تنبه الأمير محمد بن سلمان لمدلول استخدام هذا التوصيف، لم يكن حاضراً لدى الطرف المعني به والمتمثل بالشرعية اليمنية وتحديداً مجلس القيادة الرئاسي وحكومته، فلم يصدر عنهم أي احتجاج أو انزعاج تجاه الأمر منذ إعلان بيان الخارجية العُمانية الأسبوع الماضي.
صمت مطبق للشرعية :
الصمت المطبق من جانب الشرعية يعكس مدى غياب الأدراك لخطورة ما يحمله هذا التوصيف من مقدمات لشرعنة للميليشيا الحوثية بشكل يضرب الوضع القانوني والدولي للشرعية في مقتل، ويفتح الباب على مصراعيه لأحلام ميليشيا الحوثي بانتزاع الاعتراف السياسي بها.
وهو أمر تراه الميليشيا الحوثية ممكناً بعد هذا الاتفاق الذي ترى فيه، بأنه اعتراف عسكري بها كقوة مؤثرة على جغرافيا شمال اليمن وعلى واحد من أهم الممرات المائية بالعالم والمتمثل بالبحر الأحمر وباب المندب.
انزعاج قيادات الحوثيين من تدخل الأمير محمد بن سلمان :
وربما يُفسر هذا ، حجم الانزعاج الكبير الذي عبرت عنه قيادات بارزة في ميليشيا الحوثي على مواقع التواصل الاجتماعي من تدخل الأمير محمد بن سلمان واستخدام تأثيره على أمير الكويت لتعديل العبارة السابقة.
غياب واقع الشرعية اليمنية:
إلا أن الغياب المؤسف الذي يطغى على واقع الشرعية واستمرار التباينات في صفوفها يُبقي الأمل حياً لدى المليشيات الحوثية من تحقيق أحلامها بالاعتراف الإقليمي والدولي بسلطتها لمدها لاحقاً على كامل جغرافيا اليمن.