تحل علينا اليوم الذكرى الـ 31 لإعلان فك الارتباط واستعادة دولة الجنوب العربي سيادتها من الجمهورية العربية اليمنية ، وهو الحدث الذي مثل نقطة تحول في مسار النضال الجنوبي ، حينما اتخذت القيادة السياسية آنذاك القرار التاريخي استجابة لإرادة الشعب، في موقف جسّد عنفوان الإرادة الوطنية ورفض الظلم والتهميش الذي عاناه الجنوب طيلة السنوات الماضية.
لقد كان إعلان فك الارتباط خطوة استباقية لتصحيح مسار تاريخي عانى منه الجنوب، نتيجة الهيمنة السياسية والاقتصادية التي مارستها القوى التي تسلطت على الجنوب منذ حرب صيف 1994م، حيث تحولت تلك الحرب إلى أداة لإلغاء دولة الجنوب وإقصاء شعبها من المشهد السياسي والاقتصادي ، في محاولة بائسة لطمس الهوية الوطنية الجنوبية.
لم يكن فك الارتباط مجرد إعلان سياسي عابر، بل كان تأكيدًا على أن الجنوب لن يكون إلا حُرًا مستقلًا ، وأن الشعب الجنوبي لن يقبل بأن يكون تابعًا لقوى الهيمنة التي عملت على تفكيك مؤسساته ونهب مقدراته. ولهذا، ظل مشروع استعادة الدولة الجنوبية حاضرًا في وجدان الأجيال، يتجدد مع كل مرحلة نضالية يخوضها الشعب الجنوبي في سبيل التحرر واستعادة دولته كاملة السيادة.
إن الذكرى الـ 31 لإعلان فك الارتباط ليست مجرد محطة تاريخية، بل هي عهدٌ متجدد يؤكد أن الجنوب مستمر في نضاله حتى استعادة الدولة ، وأن القضية الجنوبية لم ولن تكون قابلة للمساومة، لأنها قضية وطن وهوية وتاريخ نضالي سُطّر بالدم والتضحيات.
وفي هذه المناسبة الخالدة، يجدد أبناء الجنوب تمسكهم بحقهم المشروع في تقرير المصير واستعادة دولتهم، ويؤكدون أن مرحلة النضال لم تنتهِ، بل تتطلب مزيدًا من الوعي والوحدة والعمل السياسي المدروس الذي يعزز مكانة الجنوب على الخارطة الإقليمية والدولية.
المجد والخلود لكل من ناضل وضحّى في سبيل الجنوب، والتحية لكل الأحرار الذين حافظوا على العهد، وناضلوا لجعل فك الارتباط مسارًا فعليًا نحو الاستقلال الكامل.