قال الشيخ / راجح سعيد باكريت، عضو هيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي إن في مثل هذا اليوم، 21 مايو من العام 1994، اتخذ شعب الجنوب بقيادته السياسية، قرار وطني شجاع تمثّل في إعلان فك الارتباط عن نظام صنعاء، بعد أن تعرّض الجنوب لخيانة شراكة الوحدة وتحول حلم الوحدة الطوعية إلى مشروع إقصاء وهيمنة وغزو واحتلال عسكري.

وأشار الشيخ راجح باكريت أن ذكرى فك الارتباط ليست مجرد حدث عابر في التاريخ، بل هي لحظة فارقة عبّرت عن وعي شعب الجنوب، ورفضه القاطع لأي شكل من أشكال الإلحاق أو الذوبان في مشاريع لا تحترم هويته وخصوصيته وتاريخه ونضاله الوطني.

وأكد الشيخ راجح باكريت بالقول: لقد مثّل إعلان فك الارتباط في 1994م تعبيراً عن إرادة شعبية جنوبية خالصة، جاءت في وجه الحرب الظالمة التي شنها النظام الشمالي آنذاك على الجنوب وشعبه، وهو الإعلان الذي ما زال يُمثّل جوهر نضالنا ومرجعية موقفنا السياسي حتى اليوم في سعي شعبنا الجنوبي إلى استعادة دولته المستقلة على كامل ترابه الوطني.

وأضاف الشيخ راجح باكريت: نُحيي اليوم الذكرى الـ31 لهذا الإعلان التاريخي، ونؤكد في المجلس الانتقالي الجنوبي أن مشروع استعادة الدولة الجنوبية يسير بخطى واثقة مستنداً إلى إرادة الشعب وتضحيات الشهداء، وصلابة الأبطال في ميادين الشرف والعزة وإجماع وطني جنوبي متنام على هدف التحرير والاستقلال.

وأشار الشيخ راجح باكريت أن شراكتنا الإقليمية والدولية، وعلاقاتنا مع دول الجوار والعالم قائمة على احترام إرادة الشعوب، وحماية الأمن القومي العربي ومكافحة الإرهاب، وتحقيق الاستقرار في المنطقة من موقع الجنوب الحر السيّد على أرضه، لا التابع أو الخاضع لأي مشروع آخر.

ووجه الشيخ راجح في هذه الذكرى المجيدة تحية إجلال وإكبار لأرواح الشهداء الأبرار الذين قدّموا دماءهم فداءً للجنوب، وتحية للمقاومة الجنوبية، ولكل المخلصين الصادقين الذين لم يساوموا على قضية شعبهم في أصعب المراحل وأقسى الظروف.

الشيخ باكريت قال في هذا السياق نؤكد أن محافظة المهرة، بما لها من خصوصية جغرافية وتاريخية قد عانت كثيراً من التهميش والإقصاء والحرمان، شأنها شأن كثير من محافظات الجنوب ولا بدّ اليوم أن تكون حاضرة بفعالية في مشروع الدولة الجنوبية الفدرالية القادمة، دولة العدالة والمواطنة والشراكة المتساوية، التي لا تقصي أحداً ولا تُهمّش طرفاً، بل تحتضن كل أبنائها وتعيد الاعتبار لكل مظلوم.

واختتم الشيخ راجح باكريت حديثه: عهدنا ثابت لا يتغير وموقفنا لا يتبدل: الجنوب قادم بدولته وبهويته وشراكته العادلة، بوطنه الجامع لكل أبنائه.
المجد والخلود للشهداء..
الحرية للأسرى والمعتقلين..
النصر لشعب الجنوب.
‏