نظم مركز الدراسات التطبيقية بالشراكة مع الشرق، ومركز المرأة للبحوث والتدريب بجامعة عدن، ومؤسسة عدن أجين الثقافية، "معرض سوا" الفني، بالتعاون مع الهيئة الألمانية للتبادل الأكاديمي (DAAD)، وبرعاية كريمة من رئيس جامعة عدن الأستاذ الدكتور الخضر ناصر لصور.
وشهدت الفعالية، التي أقيمت في العاصمة عدن، يوم الاحد 13 يوليو 2025م، حضورًا أكاديميًا وثقافيًا لافتًا، وتخللها جلسة حوارية ناقشت قضايا التماسك المجتمعي وتمكين المرأة من خلال الفنون، وسط مشاركة باحثين وفنانين وطلاب يمنيين وألمان.
-الفن كأداة للتماسك والإدماج
افتتح الأستاذ الدكتور الخضر ناصر لصور المعرض الفني، حيث طاف بأركانه، واطّلع على الأعمال الإبداعية المعروضة، التي جسدت قضايا التماسك المجتمعي والإدماج الاجتماعي بطرق بصرية مبتكرة، من إنتاج شباب فنانين.
وفي كلمته الافتتاحية، أكد رئيس جامعة عدن أن الجامعة تنظر إلى الفن كوسيلة حضارية لتشكيل الوعي المجتمعي وتعزيز قيم التعددية والتسامح، مضيفًا:
"عدن كانت ولا تزال رمزًا للتنوع الثقافي والديني، ونحرص على أن تبقى منصة للحوار والانفتاح، ونثمّن جهود الشراكات الدولية التي تسهم في تمكين الشباب والنساء من خلال الفن والتعليم".
-جلسة حوارية بثلاثة محاور رئيسية
تطرقت الجلسة الحوارية المصاحبة للمعرض إلى ثلاثة محاور قدّمها باحثون من شبكة النوع الاجتماعي بمركز المرأة، حيث تناول الدكتور فيزان سنان بن نعم محور "المرأة والفن كأداة للتعبير والمقاومة"، بينما قدمت الأستاذة سحر خلدون ورقة حول "دور النساء في بناء السلام وحل النزاعات"، أما المحور الثالث فكان بعنوان "أهمية التماسك الاجتماعي في ظل التحولات الراهنة" وقدمته الأستاذة مارينا كمال.
-شراكة نوعية وبرامج مستدامة
وفي كلمتها، أكدت الدكتورة هدى علوي، مديرة مركز المرأة للبحوث والتدريب بجامعة عدن، أن تنظيم المعرض والجلسة الحوارية يأتي ضمن رؤية المركز في تمكين النساء والشباب عبر أدوات غير تقليدية، موضحة أن الفن لم يعد وسيلة جمالية فقط، بل أداة حيوية لإعادة تشكيل الوعي المجتمعي وتعزيز قيم العدالة والمساواة.
وأعلنت عن شراكة مرتقبة بين المركز ومؤسسة "كاربو" (CARPO) الألمانية ضمن برنامج (DAAD)، لفتح قنوات تبادل معرفي بين طلاب يمنيين وألمان، بما يعزز من حضور المركز إقليميًا ودوليًا. كما عبرت عن شكرها لرئيس الجامعة على دعمه المستمر، وللهيئة الألمانية ومؤسسة عدن أجين على جهودهم في إنجاح هذه الفعالية النوعية.
-ثمرة تعاون ألماني
من جانبها، عبّرت السيدة ماري كريستين هاينز، المؤسس المشارك والرئيس التنفيذي لمركز كاربو (CARPO)، عن فخرها بهذا التعاون الثقافي البنّاء، مشيرة إلى أن الأعمال الفنية المعروضة هي نتاج مشروع "التواصل العلمي من أجل التماسك الاجتماعي والاندماج في اليمن"، والذي جمع طلابًا يمنيين وألمانًا وفنانين محليين خلال عامي 2023–2024.
وأضافت:
"في ظل الأوضاع الإنسانية الصعبة في اليمن والانقسامات المجتمعية، نشعر بالفخر للعمل مع شباب موهوبين من اليمن وألمانيا لإيصال رسائل الأمل والترابط عبر الفن".
-رؤية نحو الاستقرار وبناء السلام
من جانبه، تحدث المهندس مصطفى شكيب الخامري، ممثل مركز كاربو في اليمن، والخبير في الرصد وتقييم المشاريع، عن المشاريع التي ينفذها المركز منذ عام 2015 لتعزيز الاستقرار وبناء السلام في اليمن والمنطقة، موضحًا أن المعرض الحالي يُعد نموذجًا ناجحًا للشراكات المستدامة والإبداعية في مجالات الاقتصاد، الزراعة، التماسك الاجتماعي، والتعليم الفني.
وشدد الخامري على أهمية هذا المعرض في تسليط الضوء على أعمال الفنانات والباحثات اليمنيات، وتقديم صورة بصرية للواقع الذي تعيشه الفئات المهمشة، عبر أدوات الفن والتبادل الثقافي.
-رسالة الفن وتأثيره المجتمعي
في السياق ذاته، أعرب الأستاذ مازن الشريف، مدير مؤسسة عدن أجين الثقافية، عن فخره بالمشاركة في هذه الفعالية، مؤكدًا أن المؤسسة ستظل منبرًا لإبراز الإبداع الشبابي، وتسليط الضوء على قضاياه، وقال:
"الفن قادر على إيصال الرسائل والتأثير في الوعي الجمعي، وهو ما نسعى لترسيخه من خلال هذه المبادرات المشتركة".
-حضور أكاديمي وثقافي واسع
حضر المعرض الفني والجلسة الحوارية عدد من أساتذة جامعة عدن، وباحثين وباحثات، وطلبة دراسات عليا، وممثلين عن منظمات محلية ودولية، في مشهد يعكس أهمية الفن في فتح مساحات للتواصل والحوار بين الثقافات والمجتمعات.