في ظل التحولات السياسية العاصفة التي تشهدها البلاد والمنطقة، يتصدر المجلس الانتقالي الجنوبي المشهد كقوة سياسية وعسكرية تمثل أمل الملايين في استعادة دولتهم المسلوبة.
الا ان هذه الرحلة ليست سهلة بل مليئة بالتحديات التي تتجاوز المعارك الميدانية لتصل إلى معارك خفية تُخاض داخل الجنوب نفسه، حيث تتشابك المصالح والأجندات، وتتفشى المؤامرات التي تستهدف تفتيت الصف الوطني.
يواجه المجلس الانتقالي الجنوبي حربًا مركبة تجمع بين المؤامرات الداخلية التي تستغل الأزمات الاقتصادية والاجتماعية لإضعاف الإرادة الشعبية، ومحاولات اختراق النخب الجنوبية عبر استقطابات مشبوهة تهدف إلى تفكيك تمثيل المجلس السياسي.
وفي الوقت نفسه، تحيط به مخططات إقليمية معقدة تسعى لإضعاف المشروع الجنوبي من خلال توظيف أدوات التمويل والإعلام وتزييف الوعي الشعبي، بهدف فرض رؤية تفرض على الجنوب بديلاً لا ينسجم مع تطلعاته.
لكن رغم هذه المعوقات، يظل المجلس الانتقالي جسرًا بين الواقع السياسي الصعب والطموح الوطني، مستندًا إلى قيادة حكيمة تتمتع بالثبات والكياسة، ومرتكزًا على قاعدة شعبية واعية تدرك أن المعركة ليست قصيرة ولا سهلة، بل تحتاج إلى صبر وإصرار واستراتيجية واضحة.
هذا التقرير، يكشف خفايا و تفاصيل هذه المعركة المعقدة، مستعرضين حجم المؤامرات الداخلية والإقليمية، وكيفية تعامل الانتقالي معها، وأهمية دور الوعي الشعبي، خصوصًا شباب الجنوب، في رسم مستقبل مشرق، يعيد للجنوب دولته وكرامته.
*الإعلام الموجّه.. معركة الوعي والتزييف
في زمن الحرب السياسية، لم يعد الإعلام مجرد مرآة تعكس الواقع، بل صار مطبخًا لصناعة وعي بديل، وتزييف الحقائق، وهندسة التصورات الشعبية بما يخدم أجندات القوى المتصارعة. وهذا تمامًا ما تواجهه القضية الجنوبية من خلال حملات إعلامية منظّمة وممنهجة، تُدار عبر منصات ممولة ووجوه ناطقة بلسان غيرها.
تعمل هذه الحملات على زعزعة الثقة بقيادة المجلس الانتقالي الجنوبي، عبر بث الشائعات حول الانقسامات، ونسج الأكاذيب واختلاق "أزمات" في كل قرار يُتخذ.
يُستخدم الخطاب المناطقي كأداة خبيثة لشق الصف الداخلي، في محاولة مستمرة لإعادة إنتاج صورة الجنوب ككيان هش لا يمتلك أدوات البقاء.
تكمن خطورة وسائل الإعلام حين تتحول من وسيلة تنوير إلى وسيلة تضليل ولذلك يخوض الجنوبيون اليوم معركة وعي مكشوفة الجبهات، يكون فيها الوعي الشعبي هو السلاح الأمضى، واليقظة المجتمعية هي صمّام الأمان.
مواجهة حقل ألغام داخلي
في الطريق نحو استعادة الدولة الجنوبية، لا يبدو أن المعركة تدار فقط في الميدان أو على طاولة السياسة الخارجية، بل داخل الجغرافيا الجنوبية نفسها، حيث تتشابك التحديات وتتعقّد المؤامرات.
فالمجلس الانتقالي الجنوبي لا يواجه خصومه المعلنين فحسب، بل يصطدم يوميًا بما يشبه "حقل ألغام داخلي" من الكيانات والمشاريع الطارئة، التي لا تحمل سوى مهمة واحدة: تفكيك المشروع الجنوبي من الداخل.
هذه الكيانات التي تظهر فجأة وتختفي فجأة لا تمثل قوة شعبية حقيقية بقدر ما تمثل أدوات ضغط تُدار من غرف مغلقة، وتُضَخ لها الموارد والدعم الإعلامي لإرباك المشهد الجنوبي، وتقديم نفسها كممثلين عن قضايا مفصّلة ومفتعلة، لا هدف لها سوى تشتيت البوصلة وإضعاف المجلس الانتقالي باعتباره الممثل السياسي الأبرز للقضية الجنوبية.
ويرى مراقبون أن بعض القوى اليمنية – وتحديدًا المحسوبة على أطراف في الشرعية أو القوى المرتبطة بمشروع 7/7 – قد فهمت جيدًا أن المجابهة المباشرة مع الانتقالي ستعزز من شعبيته، فلجأت إلى أسلوب أكثر دهاءً: اختراق الداخل، وصناعة "معارضة جنوبية مصنّعة"، تصرخ بلغة الجنوب، لكنها تتحرك بإيقاع الخارج.
وما يزيد تعقيد المشهد، هو تراكم الأزمات المعيشية التي تُغذى عمدًا، والتي تتحول بسرعة إلى مادة خصبة لتأليب الشارع وتحميل الانتقالي نتائجها، رغم أن كثيرًا منها مرتبط بتعقيدات إدارة الحكومة وملف الخدمات الذي لا يخضع كليًا لسلطة المجلس.
لكن وسط هذا الضباب، يبرز ما يُمكن وصفه بـ"حكمة التوازن" في أداء المجلس الانتقالي. فبدلًا من الاصطدام العنيف بهذه الكيانات ومن يقف خلفها، ينتهج الانتقالي سياسة الاحتواء وكشف الأجندات دون الانجرار إلى صدام قد تستغله الأطراف المعادية كذريعة لجر الجنوب إلى الفوضى.
إن المجلس – برؤية قياداته وعلى رأسهم الرئيس عيدروس الزبيدي – يعي أن معركته الأهم ليست فقط في الشارع أو في ميادين السياسة الإقليمية، بل في كسب معركة الوعي الجنوبي، وإفشال مخططات اختراق الصف الوطني عبر أدوات ناعمة ولكنها خطيرة.
الحرب الاقتصادية
ليست الأزمة المعيشية التي يعيشها الجنوب مجرد نتيجة "للظروف"، بل سياسة ممنهجة تُدار بخبثٍ من مراكز القوى التي تدرك أن إسقاط أي مشروع وطني يبدأ بإفقار حاضنته الشعبية. تأخير الرواتب، تلاعب بأسعار الصرف، انهيار الخدمات، وغياب الاستقرار النقدي... كل ذلك يُستخدم لتقويض ثقة المواطن في قيادته، ودفعه نحو السخط واليأس.
تُرك الجنوب في مهبّ الفوضى الاقتصادية، بينما تُغرق السوق بالمضاربات، ويُمنع عن البنك المركزي الدعم اللازم لضبط الدورة النقدية، وتُفخّخ الأسواق بسلع متذبذبة السعر، ما جعل لقمة العيش أداة إذلال بيد من يملكون القرار المال
هذه الخطوات ليست سياسة عشوائية، بل أدوات ضغط خبيثة تهدف إلى تركيع الجنوب وإخضاعه.
والمجلس الانتقالي يعي هذه اللعبة، ويحاول التصدي لها بموازنات صعبة وإجراءات محدودة في ظل غياب السيطرة الكاملة على مفاصل الدولة.
تفخيخ الصف الجنوبي
حين تفشل القوى المناوئة للمجلس الانتقالي في المواجهة السياسية العلنية، تلجأ إلى حروب الظل، وأخطرها تلك التي تستهدف النخب الجنوبية.
يُغدق المال السياسي على مكونات وهمية شخصيات معينة، تُلمّع فجأة عبر وسائل الإعلام، وتُقدَّم كبدائل "مستقلة" أو "وطنية"، بهدف إرباك المشهد وتفتيت التمثيل الجنوبي الجامع.
تحاول تلك الأطراف استخدام تلك المكونات والشخصيات لتوجيه رسائل إلى الخارج بأن الجنوب ليس موحّدًا، وأن هناك قوى "جنوبية" بديلة يمكن الحديث معها.
وهذا الفخ يقع فيه من لم يُحصّن نفسه ووعيه بمكانة الانتقالي ككيان سياسي ومفاوض يمثل الإرادة الشعبية الجنوبي
إن تفخيخ الصف الجنوبي لا يُعالج فقط بالتصدي، بل أيضًا بالتوعية السياسية، وبناء جبهة داخلية صلبة تُدرك أن كل شخصية مشبوهة تُقدَّم اليوم، إنما هي مشروع إرباك لا أكثر.
المؤامرات الإقليمية
في العالم السياسي، لا تُقاس المؤامرات بالمدافع، بل بالأجندات المخفية، وحروب النفوذ، والتحكم بخيوط القرار من خلف الستار.
وهذه بالضبط هي البيئة التي يتحرك فيها المجلس الانتقالي الجنوبي اليوم، بينما يشق طريقه الشائك نحو استعادة الدولة الجنوبية.
، لم تستسغ القوى الإقليمية، وعلى رأسها تلك التي تحتفظ بنفوذ تقليدي في الملف اليمني حتى اللحظة فكرة جنوب مستقل بقرار سيادي منفصل عن المركز.
تخشى هذه القوى من أن يكون للجنوب المستقل تأثير يتجاوز حدوده، وخصوصًا في ظل موقعه الجغرافي الحيوي، المتاخم لأهم الممرات البحرية الدولية، وسواحله الممتدة على بحر العرب وخليج عدن.
ما يحدث اليوم ليس رفضًا صريحًا، بل هو سلسلة من التحركات المموّهة: دعم مالي وإعلامي لكيانات محلية مغمورة، تُقدَّم كبدائل جنوبية، في محاولة لخلق مشهد سياسي مشوش، يُضعف الانتقالي ويُفرّغ حضوره الشعبي من مضمونه. يتم تلميع هذه المكونات الناشئة في عواصم عربية، وتُمنح منابر دولية، في رسالة واضحة: "لسنا مع استقلال الجنوب، وسنصنع جنوبًا آخر وفق شروطنا".
الأخطر من ذلك، أن الإقليم لا يخوض هذه المعركة علنًا، بل يكتفي بإدارة التوازنات من خلف الكواليس، متذرعًا بذرائع واهية مثل "مصلحة الاستقرار الإقليمي"، و"رفض التقسيم"، و"أولوية الحل الشامل". لكن الواقع أن بعض هذه القوى تخشى أن يشكّل الجنوب المستقل نموذجًا مُلهِمًا لشعوب أخرى تطالب بحقها في تقرير المصير.
في هذا المشهد، تتحوّل القضية الجنوبية من مسألة تحرر محلي، إلى قضية تداخل إقليمي، تُحاك خيوطها في الغرف المغلقة، وتحكمها مصالح تتجاوز الجنوب نفسه
كيف يتعامل الانتقالي مع تعقيدات الإقليم؟
رغم هذا المشهد المعقّد، لا يردّ المجلس الانتقالي الجنوبي على هذه المؤامرات الإقليمية بالصدام أو التصعيد.
يعتمد المجلس استراتيجية مزدوجة تقوم على التماسك الداخلي والهدوء الخارجي.
يعلم قادة الانتقالي أن أي صدام مباشر مع الأطراف الإقليمية قد يُفقد الجنوب مظلته الدولية، ويمنح أعداءه المحليين فرصة لتقديم أنفسهم كبدائل أكثر قبولًا.
من هنا، اختار المجلس المناورة السياسية الذكية بدلًا من الصدام. فهو يُبقي قنوات التواصل مفتوحة مع العواصم المؤثرة، ويؤكد التزامه بالشراكة الإقليمية، لكنه لا يتنازل عن جوهر القضية: استعادة الدولة الجنوبية وفق إرادة الشعب.
هو لا يساوم على الثوابت، لكنه يدرك أيضًا أن طريق التحرر يحتاج إلى نفس طويل، وتكتيك مدروس.
الرئيس عيدروس الزبيدي، بخبرته السياسية والعسكرية، يدير هذه المعادلة بحذر وتوازن.
لم يُطلق يومًا تصريحات عدائية ضد شركاء الإقليم، بل اختار أن يُطمئن الجميع أن الجنوب لا يبحث عن خصومات، بل عن شراكات متوازنة. وقالها بوضوح في أكثر من مناسبة:
"نحن نمضي في طريق آمن نحو استعادة الدولة، دون أن نُدخل الجنوب في مواجهات إقليمية لا طائل منها."
يُبرِز هذا الموقف فلسفة سياسية ناضجة، ترى أن القوة الحقيقية لا تكون بالصدام، بل بامتلاك أوراق النفوذ دون إغلاق أبواب الحوار.
والمجلس الانتقالي يعمل في هذا الاتجاه: يُعزّز حضوره على الأرض، يُعمّق علاقته بشعبه، ويُمسك بزمام المبادرة السياسية، لكنه يترك مساحة للحوار والتفاهم، حفاظًا على شبكة المصالح مع الإقليم.
التكتيك الذكي الذي اتخذه الرئيس الزبيدي وإن بدا بطيئًا للبعض، إلا أنه الوحيد القادر على حماية الجنوب من الانهيار أو العزلة، وتحقيق الحلم الجنوبي بخطى ثابتة ومحسوبة.
*المجلس بين الواقعية السياسية والثوابت الوطنية
منذ تأسيسه، لم يكن المجلس الانتقالي الجنوبي كيانًا طوباويًا، بل كيان سياسي يتعامل مع الواقع بكل تعقيداته.
ولذلك، حين يُتهم المجلس بـ"المرونة الزائدة" أو بـ"تأجيل الحسم"، لا يدرك بعض المتابعين أن السياسية لا تُدار بالعاطفة بل بالواقعية الذكية.
في علاقاته مع الأطراف الإقليمية والدولية، يحاول المجلس أن يحافظ على ثوابته (استعادة الدولة الجنوبية) دون الاصطدام الأحمق الذي قد يحرق المشروع برمته.
وبين مبدأ ثابت لا يتزحزح، وتكتيك مرحلي ضروري، يسير المجلس في حقل ألغام بحذرٍ القادة وبواقعية هي في الحقيقية ليست ضعفًا، بل شجاعة سياسية تفهم أن المشروع الكبير يحتاج لخطوات محسوبة، وأن الكلمة المدروسة أحيانًا أقوى من الرصاصة الطائشة.
ثبات الرئيس الزبيدي
في المشهد الجنوبي، يبرز اسم الرئيس عيدروس الزبيدي ليس فقط كقائد سياسي، بل كـرجل دولة" بكل ما تحمله الكلمة من دلالة.
هادئ في الطرح، صارم في التوجه، ملتزم بالخط الوطني دون مزايدات، ويعرف متى يتحدث ومتى يصمت، ومتى يتقدم ومتى يصبر.
ظهر الزبيدي دائمًا في المحافل الدولية والإقليمية بصورة رجل الدولة، وليس زعيم ميليشيا أو قائد فصيل، ما منح الجنوب حضورًا رسميًا ضمن أروقة القرار. وحتى في أعتى الظروف، ظل متزنًا، يُصدر قراراته بمسؤولية، ويُدير الملفات بواقعية لا تفرّط بالحق، ولا تضحّي بالحكمة.
هذا الثبات الشخصي ينعكس على ثبات المشروع بأكمله، ويمنح الداخل والخارج ثقة بأن الجنوب لا يسير خلف مغامر، بل خلف قائد يدرك طريقه ويدير معاركه بعقل الدولة.
الجنوب في معادلة الحسابات الدولية
لم تكن علاقة المجلس الانتقالي بالتحالف العربي علاقة نمطية بسيطة، بل معقدة، وتحمل في طيّاتها تفاهمات وتناقضات، دعمًا أحيانًا، وتوترًا أحيانًا أخرى. وبين هذا وذاك، حافظ الانتقالي على توازنه بدقة، فلا انبطاح، ولا عداء مجاني.
في الوقت الذي يحرص فيه المجلس على استمرار الشراكة مع التحالف، يتمسك أيضًا بقراره الوطني المستقل، وحق الجنوب في تقرير مصيره.
ورغم محاولات بعض الأطراف للوقيعة بينه وبين قوى التحالف، ظل الانتقالي يُدير العلاقة بنديّة ذكية، تحافظ على المصالح دون التفريط بالثوابت.
ومع تآكل مؤسسات الدولة اليمنية، وتحوّلها إلى مجرد واجهات لمليشيات أمر واقع، بدأ الجنوب يفرض نفسه كحقيقة سياسية وعسكرية لا يمكن تجاوزها.
التمثيل الخارجي للمجلس الانتقالي، ولقاءاته الدبلوماسية، وحضوره العسكري على الأرض، جعل القوى الدولية تعيد حساباتها.
أصبح الجنوب اليوم عنوانًا للثبات في خارطة مهلهلة، وورقة يمكن الرهان عليها في مستقبل المنطقة. ومع تعاظم التحديات، تُفتح أمام القضية الجنوبية نوافذ جديدة، شريطة أن يُحسن الجنوبيون استثمار اللحظة، وتوحيد الصفوف، وتقديم خطاب سياسي ناضج يقنع الإقليم والعالم بأهمية عودة الدولة الجنوبية.
الاصطفاف الوطني الجنوبي
يمر المشروع الجنوبي في منعطف حاسم، حيث تتعاظم التحديات وتتكثف المؤامرات من الداخل والخارج، لتشكل شبكة معقدة من العقبات التي تستهدف تفكيك الوحدة الوطنية وإضعاف الحاضنة الشعبية للمجلس الانتقالي. فحملات التشويه الإعلامي التي تهدف إلى بث الشكوك حول القيادة، والسياسات الاقتصادية التي تزرع الإحباط، إضافة إلى محاولات الاستقطاب للنخب الجنوبية، كلها عوامل تهدف إلى إعادة تشكيل المشهد السياسي لصالح قوى لا ترغب في استقرار الجنوب أو استعادته.
في هذه الأجواء المضطربة، يبدو الاصطفاف خلف المجلس الانتقالي الجنوبي كخط الدفاع الأول والوحيد أمام هذه المؤامرات المتعددة الأوجه. فالقيادة السياسية التي تملك مشروعًا وطنياً واضحًا وممثلًا حقيقيًا لإرادة الشعب، تحتاج إلى دعم جماهيري يقطع الطريق على من يحاولون تشتيت الصف وإرباك المشهد.
يبقى الشعب الجنوبي هو المحور الأساسي في هذه المعركة، إذ
لا يمكن لأي مؤامرة أن تنجح إذا ما أحسنت الجماهير قراءة الواقع، وتوحيد موقفها خلف المشروع الوطني الذي يعكس طموحاتها في دولة مستقلة ذات سيادة.