برعاية معالي وزير الزراعة والري والثروة السمكية اللواء سالم عبدالله السقطري أقيمت صباح اليوم في العاصمة عدن الندوة الوطنية الأولي حول البن اليمني وزراعته، نفذتها منظمة عبس لتنمية المرأة والطفل بالشراكة مع منظمة رؤيا أمل الدولية بتمويل من الوزارة الاتحادية للتعاون الاقتصادي والتنمية الألمانية (BMZ) وذلك ضمن مشروع "تعزيز التنوع البيولوجي وصمود المجتمعات الريفية من خلال تحسين الجودة وتسويق البن والفاكهة في اليمن لحج الضالع أبين وتهدف الندوة إلى دعم زراعة البن باعتباره،أحد أهم المحاصيل الاقتصادية والتراثية وتسليط الضوء على التحديات التي تواجه المزارعين والفرص المتاحة لتحسين الجودة وزيادة الصادرات،بما يسهم في تحسين سبل العيش للمجتمعات الريفية.
وخلال افتتاح أعمال الورشة نقل وكيل وزارة الزراعة والري والثروة السمكية لقطاع الإنتاج المهندس عبدالملك ناجي تحيات معالي وزير الزراعة والري والثروة السمكية اللواء/سالم عبدالله السقطري إلى الحاضرين مؤكدًا بأن قيادة الوزارة تولي زراعة وإنتاج البُن أهمية كبيرة وتعمل على دعم وتطوير هذا المحصول النقدي الهام من خلال خططها وبرامجها العامة،مع تركيزها على تحسين جودته وتوسيع رقعة زراعته.بوصفه محصولاً استراتيجياً يعكس هوية بلادنا الزراعية ويمثل ركيزة اقتصادية واعدة خصوصاً وبعد الطلب المتزايد عليه لما يتمتع به من جودة عالية وتنوع فريد في النكهات وهو ما يستدعي من الجميع مزارعين وجهات حكومية،ومنظمات دولية توحيد الجهود لإعادة مكانته العالمية.
وأشار الوكيل إلى أنه وبتوجيهات مباشرة من معالي الوزير تعمل وزارة الزراعة ضمن رؤية استراتيجية لإحياء زراعة البن بعد أن تراجعت زراعته خلال السنوات الأخيرة نتيجة الجفاف الذي أصاب المناطق الزراعية والذي تسبب بتلف عشرات الآلاف من الأشجار حسب دراسة أعدتها الوزارة مؤخراً.داعياً كافة الجهات ذات العلاقة إلى توحيد الرؤية والعمل المشترك ووضع استراتيجية وطنية شاملة للنهوض بزراعة البن وإيجاد إطار قانوني يحمي هذا المحصول ويضمن عدالة سلاسل القيمة ويمنع الاحتكار والاستغلال وبما يضمن تحقيق نهضة شاملة ومستدامة في هذا القطاع.
نائب مدير مكتب رئاسة الجمهورية إقبال باهدار أكد في كلمته أن زراعة البن تمثل هوية وطنية وتاريخاً عريقاً لليمن لا بد من الحفاظ عليه، مشيرة إلى أن دعم هذا القطاع يعد جزءاً من استراتيجية الدولة في تعزيز الأمن الغذائي وتحقيق التنمية الريفية المستدامة منوها إلى أهمية التكامل بين الجهود الحكومية والمجتمعية والدولية،داعيا إلى توفير التسهيلات للمزارعين وتحسين سلاسل التوريد والتسويق، واعتبر أن البن اليمني يمكن أن يكون من أعمدة الاقتصاد الوطني متى ما تم استثماره بالشكل الصحيح، لا سيما في ظل التغيرات المناخية والتحديات الاقتصادية التي تمر بها البلاد.
مدير المركز الوطني للبن م.أحمد عبدالملك المركز يولي اهتمامًا كبيرًا بتعزيز قدرات المزارعين في المحافظات المنتجة للبن مثل لحج، أبين، الضالع، تعز، من خلال برامج تدريبية ودعم فني مستمر، إلى جانب تنفيذ حملات توعية بأهمية الحفاظ على السلالات المحلية الأصيلة من البن. وذلك من خلال الشراكات مع الجهات الدولية والمحلية، وفي مقدمتها وزارة الزراعة والري والثروة السمكية، تُعد عاملاً حاسمًا في إعادة إحياء سمعة البن اليمني عالميًا، وتحسين سبل عيش آلاف الأسر التي تعتمد عليه كمصدر دخل رئيسي واضاف قائلا أن المركز يعمل حاليًا على تطوير خارطة وطنية شاملة لمناطق زراعة البن في اليمن، تشمل تقييم الظروف المناخية والتربة والأنواع المحلية، بهدف دعم الخطط التنموية المتعلقة بزراعة وإنتاج وتسويق البن اليمني.
ماجد الخميسي منسق المشروع في منظمة عبس استعرض خلال الورشة عدداً من الاوراق عن الوضع العام للبُن في اليمن ونبذة تعريفية عن المشروع وانشطته وأهدافه وكذا مناطق الاستهداف في محافظتي لحج "لبعوس،يهر" والضالع"الشعيب"،بالاضافه الى أهداف الندوة والتي تعد أحد مكونات المشروع وأهدافها ومحاورها والمخرجات المتوقعة منها.
مدير منظمة رؤيا أمل الدولية أ/سيناء ناصر قدمت عرض مفصلاً عن المنظمة وأنشطتها ومشاريعها وأهدافها،مشيرة إلى أن المنظمة تعمل على تمكين المجتمعات الريفية وتعزيز سبل العيش المستدامة من خلال مشاريع تنموية تركز على الزراعة والأمن الغذائي.مؤكدة أن مشروع تعزيز التنوع البيولوجي وصمود المجتمعات الريفية من خلال تحسين جودة البن وتسويقه يستهدف مناطق زراعة البن في لحج، الضالع، وأبين، ويهدف إلى رفع جودة البن،وتحسين دخل المزارعين،وتوسيع فرص التسويق الداخلي والخارجي، مع اعتماد نهج الزراعة المتجددة كأساس في العمل مع المزارعين.بينما استعرضت نوار الحداد ضابط المتابعة والتقييم في مكتب المنظمة أهداف مشروع تعزيز التنوع البيولوجي وصمود المجتمعات الريفية وكيف يساهم في تحسين جودة البن وتسويقه والفاكهة في اليمن.وأنشطتة المتمثلة في توفير التدريب والدعم الفني للمزارعين، وتحسين البنية التحتية في مناطق زراعة البن والفاكهة. وما هي النتائج المتوقعة من المشروع في تحسين زيادة إنتاجية البن.
وفي سياق متصل قدمت خلال الورشة العديد من الأوراق والدراسات أهمها دراسة قدمها م. أحمد الوحش نائب رئيس الهيئة العامة للبحوث تمثلت في أهم الدراسات البحثية التي قامت فيها وزارة الزراعة والأسماك ممثلة بالهيئة العامة للبحوث والإرشاد الزراعي في مجال البن واصنافه وتحسين زراعته وتأثير الجفاف والمناخ على ضعف الإنتاج بسبب تموت كثير من اشجار البن وان استخدام الممارسات الزراعية الكفيلة برفع إنتاجية من خلال تحسين سلاسل قيمة الإنتاج الزراعي للبن وأوصت الدراسات بضرورة ربط قطاع البن ضمن أولويات البحوث التطبيقية لاختيار أصناف البن المواجهة للتغيرات المناخية،ودراسة قدمتها ممثلة المؤسسة الوطنية تمثلت في التقييم المؤسسي وتحليل سلسلة القيمة ودراسة خط الأساس وواقع مزارعين البن والصعوبات التي يواجههونها والحلول الكفيلة في استدامة زراعة البن .
وقد خرجت أعمال الورشه بعدد من التوصيات الهادفة ومن أبرزها دعم مزارعي البن من خلال توفير الدعم المالي والفني لمزارعي البن لتحسين جودة الإنتاج وزيادة الإنتاجية وتحسين البنية التحتية في مناطق زراعة البن، إضافة إلى تطوير استراتيجيات تسويقية فعالة لتعزيز صادرات البن اليمني إلى الأسواق العالمية مع الحفاظ على جودة البن تطبيق معايير جودة صارمة لضمان جودة البن اليمني وزيادة ثقة المستهلكين.
شارك في الندوة العديد من الجهات الحكومية(وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل الغرفة التجارية والصناعية كلية ناصر للعلوم الزراعية)والمنظمات الدولية وممثلي عن المزارعين والجمعيات الزراعية والاتحادات التعاونية الزراعية
