في الوقت الذي تخوض فيه اللجنة العليا للإيرادات بالعاصمة عدن معركة وطنية لإصلاح الإدارة المالية وتعزيز دور البنك المركزي وتوحيد الإيرادات تحت سلطة الدولة، يطل علينا سلطان العرادة بوجه مكشوف في حالة تمرد صارخ، رافضًا توريد إيرادات مأرب إلى البنك المركزي بعدن، وكأنه كيان مستقل فوق القانون.

العرادة يقدس شعار "الوحدة اليمنية" حد الزيف، يرفعها كراية مقدسة، بينما سلوكه يكشف تناقض فاضح، يطالب بالرواتب ويصرخ باسم الوحدة، لكنه يرفض أن يورد ريالًا واحدًا من إيرادات مأرب إلى خزينة الدولة، موقفه لا يختلف عن المثل اشتي لحم من كبشي واشتي كبشي يمشي يستحوذ على ما ليس له ويستنزف الدولة دون أن يقدم أي التزام حقيقي للدولة أو الشعب.

الغريب أن هذا المتناقض يتحدث باسم "الدولة" وهو في الحقيقة أكبر من ارتكب جريمة بحقها، يصف غيره بالانفصاليين، فيما هو يمارس الانفصال بأبشع صوره عبر التمرد والنهب، فمن يرفض قرارات الحكومة، ويستحوذ على الإيرادات، لا يختلف عن أي مليشيا خارجة عن القانون الفرق بينه وبين الحوثي مجرد شعارات الأول يزايد بالوحدة والتطرف، والثاني يزايد بالعدوان والطائفية والمذهبية، وفي النهاية كلاهما يلتقيان في هدف واحد تمزيق الدولة ونهب المقدرات 

والعجيب من ذلك أن هذا المتمرد يتربع على منصب نائب رئيس الجمهورية، يتنقل بين العواصم بحرية، من الرياض إلى الدوحة، ومن أنقرة إلى مسقط وعدن، بينما سلوكه لا يمت للدولة ولا للشرعية بصلة، بل يفضح حجم العبث والازدواجية والانفصام الذي تعيشه مؤسسات الشرعية الهشة.