عندما طالب المعلم بحقوقه خرج الإعلام ليشيطن هذه المطالبات، فما من إعلامي إلا واستل قلمه ليجلد معلمه الذي علمه فك الخط، وعلمه فنون التعبير، ومع هذه الزوبعة الإعلامية خرج الرويبضة ليهدد المعلم في وظيفته، ومارسوا مع مربي الأجيال كل وسائل الترغيب والترهيب، فهذا يوعده بحياة رغيدة بعد موته، وذاك يهدده بالسحل، وآخر يهدده بطاقم بديل عنه.
لم يعد المعلم قدوة كما كان، فمن لا يجد قوت يومه ويقضي وقته على أبواب التجار لعلهم يشفقون عليه ويسجلون في دفتر ديونهم دينًا إضافيًا على كاهله لا يمكن أن يكون قدوة لتلاميذه، هذا المعلم المقهور الذي لم يعد قدوة بل أصبح يجلد من الجميع ووجدت بعض الأقلام ضالتها في النيل من المعلم فجلدوه بألسنة حداد وأقلام ممهورة بالحقد على مربي الأجيال.
تعالت هذه الأيام الدعوات لهذا المقهور ( المعلم ) ليعود إلى مدرسته، حتى أن من كنا نظنهم مدافعين عن المظلومين انقلبوا جلادين للمعلم، فلا ندري لماذا هذا التجني على المعلم؟
ألا تستطيع حكومة يقف خلفها ثمانية في مجلس رئاسي وخلف هؤلاء الثمانية أغنى دولتين في المنطقة أن تعالج الوضع المزري للمعلم، بينما قيمة وجبة إفطار واحدة لأحد المسؤولين تساوي راتب طاقم كامل في مدرسة حكومية؟ فأين تلك الأقلام من تلك الوجبات ومن تلك الدولارات التي يلتهمها المسؤولون كل يوم؟
اثبت أيها المعلم لنيل حقوقك، فأنت من علمتنا: وما نيل المطالب بالتمني ولكن تؤخذ الدنيا غلابا.