مع حلول الذكرى الحادية والثلاثين لإعلان فك الارتباط في 21 مايو 1994، يجدد شعب الجنوب العهد والوعد بمواصلة درب النضال، مستلهما تضحيات الشهداء، ومتمسكا بثوابته الوطنية. إننا اليوم نؤكد أن هدفنا المقدس في استعادة الدولة الجنوبية كاملة السيادة، على حدود ما قبل 21 مايو 1990، لا رجعة عنه، وأن هوية الجنوب وتاريخه ومؤسساته ليست قابلة للمساومة أو التجزئة.
لقد مر الجنوب بمحطات عصيبة، وتعرض لحروب ممنهجة استهدفت وجوده، وتشويه اعلامي، وحصار سياسي واقتصادي، لكنه واجه كل ذلك بثبات وصبر. إن الوعي الشعبي الجنوبي، وإيمانه الراسخ بعدالة قضيته، كانا وما زالا صمام الامان لمسيرته التحررية. واليوم، وأكثر من أي وقت مضى، يملك الجنوب أدوات تحقيق تطلعاته، بإرادة سياسية موحدة، وقوة عسكرية راسخة، والتفاف شعبي واسع يمتد من المهرة شرقا حتى باب المندب غربا.
في هذا السياق، نؤكد أن حضرموت كانت وستبقى قلب الجنوب النابض، وجزءا لا يتجزأ من تاريخه وثقافته وامتداده الجغرافي والحضاري. أبناء حضرموت قدموا نموذجا في الوعي والانتماء، وأسهموا بفاعلية في مختلف مراحل الثورة الجنوبية، وكانوا حاضرين بقوة في مسارات العمل السياسي والمقاومة والمشروع الوطني الجامع. إن الجنوب لا يكتمل إلا بحضرموت، أرضا وإنسانا.
وإذ نحيي هذه الذكرى الوطنية المجيدة، نؤمن ايمانا راسخا بأن النصر حليف الشعوب الحرة التي لا تساوم على كرامتها، وأن التضحيات العظيمة التي قدمها الجنوبيون ستثمر مستقبلا كريما، يعكس تطلعات الاجيال القادمة، ويحقق العدالة والمساواة والشراكة الكاملة لكل أبناء الوطن الجنوبي دون استثناء.
إننا اليوم لا نحتفل بذكرى فحسب، بل نجدد التزامنا الكامل بمواصلة السير على طريق التحرير، بكل إصرار وثقة. فالجنوب اليوم أكثر وعيا وتنظيما واستعدادا، يمتلك مؤسساته، ويستند إلى مشروع سياسي واضح المعالم، يحظى بإجماع وطني واسع، وإسناد شعبي متجدد، وهو ماض بإذن الله نحو النصر واستعادة دولته المنشودة.