دخلت منطقة الشرق الأوسط منعطفًا بالغ الخطورة إثر شن إسرائيل ضربات جوية مباشرة على مواقع نووية داخل إيران، لم يعد الحديث عن سيناريو “الانفجار الكبير” مجرد تكهنات بل بات واقعًا يتجسد أمام أعيننا فقد استهدفت الضربات أكثر من عشرة مواقع نووية وعسكرية حساسة بما في ذلك منشأة التخصيب الرئيسية في نطنز، كما طالت علماء نوويين بارزين، وأدت إلى مقتل قيادات عليا في الحرس الثوري الإيراني مثل حسين سليماني ومحمد باقري وغلام علي رشيد وعلي شامخاني، هذه التطورات تضع المنطقة على شفا تحول جيوسياسي غير مسبوق.
لا شك أن الضربة الإسرائيلية الأخيرة تُشكل إعلانًا صريحًا عن انتقال الصراع بين تل أبيب وطهران إلى مرحلة جديدة من المكاشفة العسكرية متجاوزًا سنوات من الحرب الباردة الخفية والتصعيدات المتقطعة، للمرة الأولى منذ عقود تُستهدف منشآت تُعد جزءًا من “العمق السيادي النووي” الإيراني مما يُنذر بردٍّ حتمي لا يمكن أن يكون رمزيًا أو محسوبًا بطرق اعتيادية، نتيجة لذلك أعلنت إسرائيل حالة الطوارئ الشاملة وأغلقت مجالها الجوي ووجهت نداءات عاجلة لمواطنيها بالنزول إلى الملاجئ تحسبًا لأي رد إيراني محتمل بالصواريخ أو المسيّرات.