في ساحات الوغى حين يعلو غبار المعركة وتختلط الدماء بتراب الأرض يظهر معدن الرجال. ومن بين الأسماء التي لا تغيب عن ذاكرة الجنوب يسطع نجم اللواء الركن عبدالعزيز مسعد الهدف القائد الذي لا يشبه إلا نفسه بقامته العسكرية وشخصيته الملحمية التي صنعت الفارق في أصعب المنعطفات.
رجل من طراز نادر تجمع فيه خصال الفارس والقائد والقدوة والملهم. خاض غمار الحرب بعقل المخطط وجرأة المهاجم، تنقّل في جبهات الجنوب كمن يعرف الأرض والعدو والنصر سلفا. أينما حل تحركت الروح القتالية في صفوف الأبطال وارتفعت المعنويات كأنها على موعد مع نصر محتوم.
اللواء الهدف لم يكن في مؤخرة الصفوف يوما بل كان أول المقتحمين يلامس خطر الموت بشجاعة نادرة يسبق جنوده نحو المجد ويحتضنهم في الميدان أبا قبل أن يكون قائدا. كرزمته القيادية طغت على ساحات المعارك ورسمت خارطة النصر بأحرف من نار وانتصار.
شهدت له جبهات الضالع وكرش وباجة حيث قاتل بشراسة وعزيمة لا تلين وكان وجوده في مقدمة الصف إشارة إلى أن العدو لن يهنأ ولا الأرض ستُسلب. هو من أولئك الذين إذا نطقوا ألهبوا الحماس، وإذا تقدموا انحنت البنادق احتراما لهم.
ومن يراه عن قرب يدرك كم هو متواضع نقي لا يتكلف في القول ولا يتردد في الفعل يحمل على كتفيه إرث الجنوب وكرامة أبنائه ويخوض معاركه كأنها آخر معاركه ثابت الخطى عميق الرؤية صادق الولاء.
إن سيرته لا تختصر في كلمات ولا يكفيها مقال فهي سيرة بطل وطني جنوبي بامتياز جُبل على العزة والكرامة وتسلّح بالإيمان والوعي العسكري. هو عنوان الوفاء، ورمز من رموز الكبرياء الجنوبي.
حفظك الله أيها القائد الجسور ودامت خطواتك تقود الأحرار نحو ميادين المجد والكرامة فالجنوب ما زال يحتاج لمن يحمل راية الشرف كما تحملها، ويكتب فصول النصر كما عوّدتنا دائما.