احتضنت ساحة الاعتصام المفتوح في العاصمة حديبو، اليوم الجمعة، إقامة صلاة الجمعة تحت شعار “جمعة الجنوب العربي لكل وبكل أبنائه”، في مشهد وطني جامع عكس عمق التلاحم المجتمعي ووحدة الصف الجنوبي، وجسّد تمسك أبناء محافظة أرخبيل سقطرى بثوابتهم الوطنية وخيارهم السياسي في استعادة دولتهم الجنوبية.
وشهدت الساحة توافدًا جماهيريًا واسعًا من مختلف مناطق الأرخبيل، إلى جانب حضور قيادات رسمية ومحلية، وشخصيات اجتماعية واعتبارية، في لوحة وطنية عبّرت بوضوح عن حالة الاصطفاف الشعبي خلف القضية الجنوبية، والتأييد الواسع للمطالب المشروعة لشعب الجنوب في تقرير مصيره.
وتقدّم جموع المصلين عدد من القيادات السياسية والتنفيذية، يتقدمهم رئيس الهيئة التنفيذية للقيادة المحلية للمجلس الانتقالي الجنوبي بمحافظة أرخبيل سقطرى الأستاذ سعيد عمر محمد بن قبلان، ورئيس كتلة الجمعية الوطنية بالمحافظة الأستاذ ناظم مبارك علي، ووكيل المحافظة لشؤون الثقافة والسياحة الأستاذ يحيى صالح بن عفرار، ومدير أمن المحافظة العميد علي الدكسمي، وقائد محور سقطرى العميد علي عمر كفاين، وقائد لواء الحماية الرئاسية العميد محمد أحمد فعرهي، ورئيس المجلس الوطني لأبناء سقطرى السلطان علي بن عيسى بن عفرار، والشيخ مبارك علي بن قبلان رئيس الهيئة التنفيذية للمجلس العام لأبناء محافظتي المهرة وسقطرى في المحافظة،ومدير مكتب المحافظ الأستاذ فهمي علي إبراهيم، إلى جانب عدد من القيادات العسكرية والأمنية، والمشائخ، والأعيان، ومعرّفي المناطق، في دلالة واضحة على وحدة الموقف الرسمي والشعبي وانحيازه الصريح لإرادة شعب الجنوب.
وفي خطبة الجمعة، أكد الخطيب الشيخ صالح سعيد بن ماجد نائب رئيس الهيئة التنفيذية لانتقالي سقطرى، أن “جمعة الجنوب العربي لكل وبكل أبنائه” تمثل رسالة وطنية جامعة تؤكد أن الجنوب ملك لكل أبنائه، وأن قضيته العادلة لا تستثني أحدًا، بل تقوم على وحدة الصف والتكاتف والتسامح والالتفاف خلف الهدف الوطني الجامع.
وأشار الخطيب إلى المواقف الوطنية المشرفة التي اتخذتها القيادات والمؤسسات الجنوبية، والتي انحازت بوضوح لإرادة شعب الجنوب العربي التوّاقة لنيل حقها المشروع في تقرير مصيرها واستعادة دولتها، مؤكدًا أن هذا الانحياز يعكس وعيًا سياسيًا ومسؤولية وطنية تاريخية في هذه المرحلة المفصلية.
وتطرق الشيخ بن ماجد إلى التضحيات الجسيمة التي قدمها أبطال القوات المسلحة الجنوبية في مختلف ميادين الشرف والواجب، والذين يخوضون معارك الدفاع عن الأرض والهوية والسيادة بدمائهم الزكية، مشددًا على أن هذه التضحيات صنعت واقعًا جديدًا ورسّخت قناعة راسخة بأن إرادة شعب الجنوب لا يمكن كسرها، وأن طريق الحرية والاستقلال مهما طال فهو مكلل بالنصر.
كما وجّهت الخطبة رسالة واضحة إلى المجتمعين الإقليمي والدولي، دعت فيها إلى احترام إرادة شعب الجنوب، والتعامل بجدية مع مطالبه العادلة في تقرير مصيره واستعادة دولته، مؤكدة أن الحراك الشعبي السلمي، والاعتصامات المستمرة، تعكس نضج الوعي السياسي الجنوبي، وتمسك الشارع الجنوبي بخياره الوطني بعيدًا عن الفوضى والعنف.
وتواصل ساحة الاعتصام المفتوح بالعاصمة حديبو استقبال المشاركين وتنظيم الفعاليات الوطنية والشعبية، في إطار حراك سلمي متواصل يؤكد إصرار أبناء أرخبيل سقطرى على مواصلة نضالهم المشروع حتى تحقيق أهدافهم الوطنية، واستعادة دولتهم الجنوبية، وبناء مستقبل ينعم فيه الجنوب بالأمن والاستقرار والكرامة.